كم حاولت أن أكتب عن معنى الحب، عن وصفه، عن محاولة شرح لغزه، ما الذي تعنيه هذه الكلمة الصغيرة؟، وعن أي شيء يعبر هذان الحرفان؟..لكنني دائما كنت أفقد قوتي، وتضيع بي المعاني بعيدا بعيدا، وتختلط عليّ المفاهيم، ولا أجد في معاجمي ما يفسر هذا الشعور، وهذا الإحساس، وهذا اللفظ الذي لا بد من أن له معنى، لكن كل يفهم هذا المعنى كما يشاء.
وأحضرت أقلامي وأوراقي وجلست، واستجمعت كل طاقتي في لحظة إصرار على الإفصاح والبيان، واستحضرت كل المعاني في عقلي، حبست أنفاسي قليلا، وسكنت دقات قلبي لحظات قبل أن تثور من جديد، وتحركت كل جوارحي، وانطلقت في رحلة البحث عن هذا السر العميق، عن معنى الحب، عن أي وصف يمكن أن يكون قريبا منه.
[color=#cc0099]حاء..وكم لهذا الحرف من كلمات يمكن أن تدخل في وصف حالة الحب، ففيه الحنان..كأم تحنو على طفلها منذ لحظة ولادته، تضمه إلى صدرها، تمده بالدفء والأمان، تشعره من أول لحظة يرى فيها نور الدنيا أنه لن يكون وحيدا، أنه كلما بكى سيجد صدرا حنونا يحتويه، يضمه إليه، ويدا تربت عليه، تمسح شعره، تزيل الهم عنه، تسعى بكل ما أوتيت من عزم وفكر وحنان كي تبدل دمعته بابتسامة...كذلك المحب لحبيبه، لا يهدأ ولا يسكن حتى يرى البسمة لا تفارق شفتي من أحب.
وفيه الحنين.. كمن هاجر عن وطنه، يشتاق في كل لحظة إلى الرجوع إلى الأرض التي ولد فيها، إلى البيت الذي ترعرع فيه، إلى المكان الذي شهد كل ذكرياته، بحلوها ومرها، إلى الصخرة التي طالما جلس عليها كلما ضاقت به الدنيا وبكى، إلى الشجرة التي طالما سمعت منه همومه، كانت صديقه وعشيقته، كانت تكتم سره فلا تبوح به أبدا، لا يسمع منها أحد كلمة، لم تفضحه، بل كانت له نعم الصديق..كذلك المحب، لا يقوى على الفراق يوما، أو لحظة، فتراه يشتاق ويحن، ويتحين الفرص كي يسمع صوت حبيبه أو أخباره، أو يشتاق إلى اللحظة التي فيها يعود إلى عناق حبيبه.
وفيه الحريق..كنار أتت على زرع يابس فأكلته، ما تركت منه سوى الرماد، أتت على أرض مهجورة لم يعتنِ أصحابها بها، فما غادرت منها شيئا، كانت تستعر شيئا فشيئا، تصل إلى أعالي السماء، ثم هدأت ولكنها أبقت رمادها، فهي لم ترحل إلى الأبد، بل ظل من يرى تلك البقعة من الأرض، يعرف أن نارا مرت منها، فأبقت فيها أثرا..كذلك المحب، مهما ابتعد، ومهما اشتعلت بصدره نار الحب، ومهما كان حبيبه قاسيا، ومهما اشتعلت نيران الفرقة في قلبه، ولو هدأت نار الشوق يوما، إلا أنها ستبقي في القلب أثرا لذاك الحب لا تمحوه الأيام، ستظل أقوى من أي شيء يمكن أن يحاول إخفاء أثرها.
وفيه الحلو..كثمر من الجنة، أبدعته يد الخلاق فأعطته مذاقا سحريا لا يقاوم، فتجد في نفسك لذة حين تذوقه، تحمد الله الذي صنعه على هذا الطعم، وعلى هذه النعمة، وتترك في نفسك سعادة، وشعورا لطيفا بأن ذقت مثل هذا المذاق الحلو النضر..كذلك الحب، له في النفس طعم، وله مذاق خاص، حتى في عذابه له لذة ليست كأي لذة، ينسى الإنسان أي لذة لكن لذة الحب تسكن النفس، وتسكن القلب وتبقى فيها للأبد.
أما الباء، فبر..كابن مطيع يبر والديه، لا يكاد يرفض لهما أي طلب، صغيرا كان أم كبير، تراه يسعى دائما لرضائهما، ويجتهد في أن يكون المطيع، وأن يكون الحنو عليهما، وأن لا يرفض لهما أمرا، بابتسامة يخدمهما، وبحب يطيعهما، ولا يخذلهما في أي أمر..كذلك المحب يسعى لرضى حبيبه، لا يرفض طلبه، ولا يغضبه، بل يسعى دائما إلى القرب منه بأي وسيلة، حتى إن كان يتعب في بره، إلا أنه يجتهد أكثر وأكثر، ليقترب من قلبه أكثر.
وفيه البقاء..كمن ارتبط بمكان لا يكاد يبرحه، ومن تعود على عمل فهو لا يتركه، تجده يلتزم هذا المكان، وتجده يكرر هذا العمل، في كل وقت وحين، وكأنما شدّ إلى هذا المكان بحبل فأوثقه، وكأنما كتب عليه هذا العمل لزاما، فلا يستطيع تركه.. كذلك المحب، يحرص على البقاء بقرب من يحبه، لا يتركه ولو للحظة، يعد الثواني في بعده، ويتوقف العمر في قربه، تصبح الحياة بلا معنى إن كان بعيدا عنه، وما أجملها بين ذراعي حبيبه.
وفيه البكاء..كطفل تركته أمه جائعا خائفا، وغابت عنه، فأصبح لا يجد وسيلة يعبر فيها عن شوقه إليها إلا البكاء، كلما اقترب منه أحد، أو حاول أن يسكته، تراه يزداد بكاء، حتى إذا عادت إليه هدأ واطمأن كأنه لم يبكِ من قبل..كذلك المحب يبكي شوقا وألما على فراق من أحب، وينتظر بدموعه أن يعود إليه، كل الدنيا في نظره لا تساوي شيئا قرب حبيبه، كل ما في الكون لا يشغله عن نظرة إلى وجه من يحب، حتى إذا عاد حبيبه واحتواه إليه، تغير لون الكون فصار أجمل وأبهى وأنضر.
[color:37f7=#cc0099:37f7]وفيه البسمة..كمن ملك الدنيا بما فيها، كمن لا تعرف الهموم إلى قلبه طريقا، كمن لا يعرف التعب والكد، كمن حقق كل أمانيه فصارت الدنيا كلها ملكه، وصارت كل أوقاته سرورا..كذلك المحب، ملك حبيبه فصارت الدنيا ملكه، وتقاربا حتى تباعدت الهموم من بينهما، وتصافيا حتى لم يعد لكدر الدنيا عندهما أثر، فصارت البسمة له عنوانا، ولم يعد يعرف معنى الحزن.
وأحضرت أقلامي وأوراقي وجلست، واستجمعت كل طاقتي في لحظة إصرار على الإفصاح والبيان، واستحضرت كل المعاني في عقلي، حبست أنفاسي قليلا، وسكنت دقات قلبي لحظات قبل أن تثور من جديد، وتحركت كل جوارحي، وانطلقت في رحلة البحث عن هذا السر العميق، عن معنى الحب، عن أي وصف يمكن أن يكون قريبا منه.
[color=#cc0099]حاء..وكم لهذا الحرف من كلمات يمكن أن تدخل في وصف حالة الحب، ففيه الحنان..كأم تحنو على طفلها منذ لحظة ولادته، تضمه إلى صدرها، تمده بالدفء والأمان، تشعره من أول لحظة يرى فيها نور الدنيا أنه لن يكون وحيدا، أنه كلما بكى سيجد صدرا حنونا يحتويه، يضمه إليه، ويدا تربت عليه، تمسح شعره، تزيل الهم عنه، تسعى بكل ما أوتيت من عزم وفكر وحنان كي تبدل دمعته بابتسامة...كذلك المحب لحبيبه، لا يهدأ ولا يسكن حتى يرى البسمة لا تفارق شفتي من أحب.
وفيه الحنين.. كمن هاجر عن وطنه، يشتاق في كل لحظة إلى الرجوع إلى الأرض التي ولد فيها، إلى البيت الذي ترعرع فيه، إلى المكان الذي شهد كل ذكرياته، بحلوها ومرها، إلى الصخرة التي طالما جلس عليها كلما ضاقت به الدنيا وبكى، إلى الشجرة التي طالما سمعت منه همومه، كانت صديقه وعشيقته، كانت تكتم سره فلا تبوح به أبدا، لا يسمع منها أحد كلمة، لم تفضحه، بل كانت له نعم الصديق..كذلك المحب، لا يقوى على الفراق يوما، أو لحظة، فتراه يشتاق ويحن، ويتحين الفرص كي يسمع صوت حبيبه أو أخباره، أو يشتاق إلى اللحظة التي فيها يعود إلى عناق حبيبه.
وفيه الحريق..كنار أتت على زرع يابس فأكلته، ما تركت منه سوى الرماد، أتت على أرض مهجورة لم يعتنِ أصحابها بها، فما غادرت منها شيئا، كانت تستعر شيئا فشيئا، تصل إلى أعالي السماء، ثم هدأت ولكنها أبقت رمادها، فهي لم ترحل إلى الأبد، بل ظل من يرى تلك البقعة من الأرض، يعرف أن نارا مرت منها، فأبقت فيها أثرا..كذلك المحب، مهما ابتعد، ومهما اشتعلت بصدره نار الحب، ومهما كان حبيبه قاسيا، ومهما اشتعلت نيران الفرقة في قلبه، ولو هدأت نار الشوق يوما، إلا أنها ستبقي في القلب أثرا لذاك الحب لا تمحوه الأيام، ستظل أقوى من أي شيء يمكن أن يحاول إخفاء أثرها.
وفيه الحلو..كثمر من الجنة، أبدعته يد الخلاق فأعطته مذاقا سحريا لا يقاوم، فتجد في نفسك لذة حين تذوقه، تحمد الله الذي صنعه على هذا الطعم، وعلى هذه النعمة، وتترك في نفسك سعادة، وشعورا لطيفا بأن ذقت مثل هذا المذاق الحلو النضر..كذلك الحب، له في النفس طعم، وله مذاق خاص، حتى في عذابه له لذة ليست كأي لذة، ينسى الإنسان أي لذة لكن لذة الحب تسكن النفس، وتسكن القلب وتبقى فيها للأبد.
أما الباء، فبر..كابن مطيع يبر والديه، لا يكاد يرفض لهما أي طلب، صغيرا كان أم كبير، تراه يسعى دائما لرضائهما، ويجتهد في أن يكون المطيع، وأن يكون الحنو عليهما، وأن لا يرفض لهما أمرا، بابتسامة يخدمهما، وبحب يطيعهما، ولا يخذلهما في أي أمر..كذلك المحب يسعى لرضى حبيبه، لا يرفض طلبه، ولا يغضبه، بل يسعى دائما إلى القرب منه بأي وسيلة، حتى إن كان يتعب في بره، إلا أنه يجتهد أكثر وأكثر، ليقترب من قلبه أكثر.
وفيه البقاء..كمن ارتبط بمكان لا يكاد يبرحه، ومن تعود على عمل فهو لا يتركه، تجده يلتزم هذا المكان، وتجده يكرر هذا العمل، في كل وقت وحين، وكأنما شدّ إلى هذا المكان بحبل فأوثقه، وكأنما كتب عليه هذا العمل لزاما، فلا يستطيع تركه.. كذلك المحب، يحرص على البقاء بقرب من يحبه، لا يتركه ولو للحظة، يعد الثواني في بعده، ويتوقف العمر في قربه، تصبح الحياة بلا معنى إن كان بعيدا عنه، وما أجملها بين ذراعي حبيبه.
وفيه البكاء..كطفل تركته أمه جائعا خائفا، وغابت عنه، فأصبح لا يجد وسيلة يعبر فيها عن شوقه إليها إلا البكاء، كلما اقترب منه أحد، أو حاول أن يسكته، تراه يزداد بكاء، حتى إذا عادت إليه هدأ واطمأن كأنه لم يبكِ من قبل..كذلك المحب يبكي شوقا وألما على فراق من أحب، وينتظر بدموعه أن يعود إليه، كل الدنيا في نظره لا تساوي شيئا قرب حبيبه، كل ما في الكون لا يشغله عن نظرة إلى وجه من يحب، حتى إذا عاد حبيبه واحتواه إليه، تغير لون الكون فصار أجمل وأبهى وأنضر.
[color:37f7=#cc0099:37f7]وفيه البسمة..كمن ملك الدنيا بما فيها، كمن لا تعرف الهموم إلى قلبه طريقا، كمن لا يعرف التعب والكد، كمن حقق كل أمانيه فصارت الدنيا كلها ملكه، وصارت كل أوقاته سرورا..كذلك المحب، ملك حبيبه فصارت الدنيا ملكه، وتقاربا حتى تباعدت الهموم من بينهما، وتصافيا حتى لم يعد لكدر الدنيا عندهما أثر، فصارت البسمة له عنوانا، ولم يعد يعرف معنى الحزن.