و بـعــد أن رحــلــو..

و بعد أن رحــلــو..
لم تتوقف الحياة..
بل أستمرت بمد الأحزان و جزر الأشواق..
بعسر الوحدة بغيابهم و لين حلو الذكريات التي جمعتنا بهم..
بــعــد ان رحــلــو..
عشنا
و أستمرت قلوبنا بالنبـض..بقينا هنـا.. بأراضي جمعتنا بهـم..
لقد كانت قلوبنا بغربـة عن وطنهـا..فصارو وطن بغياب الـوطـن..
و أهـل بغياب الأهــل..
و جـيـران بغيـاب الجيران..
و صارو الأصحـاب بغياب الأصحـاب..
"صـارو كل شيء و أرق شيء"
"صـارو الحياة..بكل ألوان طيفها"

و أرعبنـا نبـأ رحيلهم..
وبـعـد أن رحـلــو..
نقف على أطلال ذكـرياتـنـا..نتـحسـر على عودة لحظـة جمعتنا بهم..
على أغنية أشـدو مسامعنا بتردديدهـا
علـى أكلة تقاسمـناها سويا..
على طـرفة ضحكنـا عليها سويا..
على دمعة تقاسمنا همنا و حزنا بهـا..
"ما أصـغـر تلك الأشياء بحينهـا" لـدرجة لم نحس بطعمها..
لكـن
مـا أكبرها الآن بعد رجيل أبطالهـا..

بـعــد أن رحــلــو..
نقرأهم ســلام القلوب تاقها الشوق إليهم..
سلا م العيون التي حـنـت إليهم..
سلام الأرواح الـتـي رحلت برحيلهم..
سلاماً من شخص وفي..مزقه شوقه و أحتياجه إليهم..
و بعد أن رحلو..لا سبيل للوصـال..
و لكن..نبقى نقرأ أرواحهم الطاهرة ألف سلام..
و لتــرقد بســلام..


"تحياتي"